توافق اليوم الذكرى السادسة عشر على استشهاد الطالب في جامعة النجاح الوطنية، يامن طيب فرج، بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال التي حاصرته مع مجموعة من رفاقه أمجد مليطات، والمحاضر في جامعة النجاح في قسم الهندسة الكهربائية د. خالد صلاح ونجله محمد.
نشأة الشهيد
وُلِد الشهيد فرج في بلدة مادما قضاء نابلس عام 1978، وانتقل بعد ثلاث سنوات للعيش في مدينة الرصيفة بالأردن حيث كان والده يعمل في الكويت، و بقيَ يامن في الأردن ستّ سنوات حتى انتهاء الصف الثالث، حيث عاد إلى مسقط رأسه ليكمِل تعليمه هناك .
نشأ يامن وسط عائلة كبيرة قوامها 14 فرداً، و رغم ذلك فقد كان متفوّقاً في دراسته كما هو حال باقي إخوته الثمانية.
كان محبا للنضال والمقاومة ومولعا بالسياسة، فاعتقل أواخر الانتفاضة الأولى و قضى 14 شهراً في السجون الصهيونية، وأصيب في اليوم الأول لانتفاضة الأقصى بجراحٍ في القدم اليمنى و الفخذ في المواجهات التي كانت تدور قرب قرية كفر قليل عند المدخل الجنوبي لنابلس.
و بلغ من إصرار الشهيد على مواصلة تعليمه أنْ أكمل السنة الأخيرة من دراسته الجامعية بقسم الصحافة في جامعة النجاح و هو مُلاحقٌ من قِبَل قوات الاحتلال التي لم تنفك تداهم منزل العائلة في مادما بين الحين والآخر علّها تظفر به وتنال منه.
و يؤكّد والده أنّه كان يكتب في وسائل الإعلام المحلية بأسماء مستعارة، فقد كان شغوفاً بالسياسة والعمل الصحافيّ، وكان من أقرب أصدقائه الشهيد الصحافي محمد البيشاوي الذي قضى عام 2001 إثر قصف الطائرات الحربية الصهيونيّة لمكتب الدراسات بنابلس .
لم تكنْ فلسطين بالنسبة للشهيد يامن بيتاً ووطنا فحسب، بل كانت أمّه و أبوه و كلّ أهله. كان يقول لأمّه: "عندك تسعة أبناء، يكفيكِ منهم ثمانية و اتركي واحداً لفلسطين!".
وبعد أن حدد عائلة الشهيد موعد زفافه في يوم السبت 9/7/2004 ، كانت الشهادة أقرب إليه من ذلك، فاستشهد يوم الثلاثاء من الأسبوع السابق خلال اشتباكٍ مسلح عندما داهمت قوات الاحتلال المنزل الذي تحصّن فيه مع رفيق دربه الشهيد أمجد مليطات وقُتل في تلك الليلة ضابط وجنديّ صهيونيان.
صور إرشيفية